التأريخ الشفوي والتاريخ المكتوب تنافس أم تكامل ؟
يردد البعض جملة ” التاريخ يكتبه المنتصرون والأقوياء” وكأنها قاعدة علمية والمنطق يقول ليكون التاريخ تاريخاً حقيقياً يجب أن يكون موضوعياً ووصفياً يقدم الأحداث والحقائق كما حدثت بعيداً عن تبني رواية بمقابل رواية أخرى وهذا لا يمكن أن يتم إلا بتنوع وغزارة المصادر التاريخية.
لطالما ركزت المصادر التاريخية التقليدية على المجال السياسي والعسكري في حياة الشعوب ، فجاء التأريخ الشفوي ليضيء على الجوانب الثقافية والاجتماعية وأنماط العيش وكانه يروي حكايات الحياة بلسان أصحابها.
إنّ العلاقة بين التأريخ الشفوي والتاريخ المكتوب ليست علاقة تنافسية قائمة على الإحلال ، بل علاقة تكاملية تهدف الى كتابة التاريخ بموضوعية ، فهو يحفظ الخبرات والتجارب ويحميها من التشويه والتزييف والتغييب إذ مهما كانت الأحداث قاسية أو مخيبة او ملهمة فهي الرواية الحقيقية لواقع حدث ذات يوم بمكان ما ومن حق كل المعنيين بالحدث أو مكانه أو زمانه أن يطلعوا عليها ، ويستفيدوا منها كتجربة وإرث وذاكرة ، فهي ذاكرة جمعية عندما نتحدث عن رواية تأريخ شفوي فإننا نتحدث عن رواية شاهد عاين الحدث أو شارك فيه أي نحن نتحدث عن الصناعة الشعبية للحدث وعن الذاكرة الجمعية منذ لحظة تشكلها.
التأريخ الشفوي هو لسان حال البشرية على مسار الزمن.