التأريخ الشفوي علم مختص بالتجارب الصعبة

 

عرّف عدد من الأكاديميين علم التأريخ الشفوي على أنه طريقة بحثية، يطلب بها شهادات من عدد من شهود العيان، ليتحدثوا عن حياتهم وتجاربهم التي عاشوها، لا سيما الصعبة منها.

فعلى سبيل المثال، كانت أولى عمليات التأريخ الشفوي توثيق إضراب للعمالن وتوثيق حياة عمال المناجم وصعوباتها، إضافة إلى توثيق سير حياة أعلام معروفين، وبدأت بعدها عمليات توثيق لحياة أفراد عاديين، بمحاورتهم بشكل موسع، حول عدد من المراحل، ابتداء من طفولتهم وصولا إلى آباءهم وأجدادهم، لسبر تاريخ منطقة أو في إطار بحثي محدد.

ويجب أن نشير إلى أن الباحث في التأريخ الشفوي، لا يقوم بمقابلة الشهود كخبير في مجالات علمية، وإنما كخبير في استخلاص تجارب حياتهم، فهو أشبه بالطبيب النفسي وهذا أحد جوانب عمل المؤرخ الشفوي في استخراج المعلومات من الذاكرة.

وتتشابه مقابلات التأريخ الشفوي، مع كثير من مقابلات العلوم الاجتماعية، خاصة أنها مقابلات نوعية تعتمد على النوع، بالإضافة إلى وجود فارق أساسي، وهو أن هذه اللقاءات تخضع للأرشفة، ويتم التشديد بشكل كبير على جودة اللقاءات الصوتية المسجلة، كي يتمكن الباحثون الآخرون من سماعها، واستخلاص عدد من النتائج منها.

وأما الهدف الرئيسي من هذه الأرشفة فهو أن معظم الباحثين يدركون وجود قيمة مضافة لمقابلات التأريخ الشفوي تتمثل في إمكانية مطابقة الروايات أو مقاطعتها أو مقارنتها.

المزيد..