” التأريخ الشفوي” علم النوع لا الكم
تحتاج مقابلات التوثيق الشفوي إلى البدء بتحديد عدد من المؤشرات التي يجب البحث فيها، وتكمن الفائدة من هذه المؤشرات في تحديد دائرة البحث المرغوبة والأفراد الذين نريد مقابلتهم، فانتقاء عينة الشهود يكون بحسب موضوع المشروع بحيث تغطي العينة معظم جوانبه وليس انتقاء عشوائيا للشهود حول مجال الموضوع.
تعتمد مختلف العلوم في تشكيل الفكرة أو صياغة الحدث على الحصول على كمية كبيرة من المعطيات، أو ما تسمى “داتا” بحيث تزداد أهمية العمل كلما زاد حجم العينة الإحصائية، فعلى سبيل المثال في الأبحاث الاجتماعية، فإنه كلما زاد عدد الأفراد الذين تجري مقابلتهم تزداد أهمية العمل البحثي، خاصة أن الهدف يكون غالباً الحصول على معلومات تؤكد وجهة نظر أو تبني وجهة نظر أو فرضية، بينما يعدّ التأريخ الشفوي من العلوم التي تعتمد على أهمية المقابلة، بغضّ النظر عن العدد الذي تم مقابلته، فهو علم نوعي بالدرجة الأولى يحرص على أخذ المعلومة من الشخص الصحيح، والمقابلة الجيدة التي تمت بمستوى عال من المهنية، افضل من عدة مقابلات متوسطة الجودة.
باختصار فإنّ علم التوثيق الشفوي علم يُعنى بالنوع وليس بالكم، وهنا تظهر أهمية تحديد الأشخاص المهمين في مقابلات التوثيق الشفوي.