عمل المؤسسة
تعدّ المقابلة (أو الحوار) التي يجريها المحاوِر مع الشاهد أو الراوي بمثابة قلب التأريخ الشفوي، أي الأساس الذي تستند عليه باقي المراحل، ولذلك يحاول المحاور دائماً أن يحصل على معلومات جديدة، ليستخدمها في بناء الماضي، من خلال عدد من جلسات الأجوبة والأسئلة.
وبينما يتحدّث الشاهد بطريقة غير رسمية حول التجارب التي مرّ بها، هنا يأتي دور المحاور من خلال طرح أسئلة مختصرة وموجّهة بطريقة لطيفة، تحفّز الذاكرة طويلة الأمد لدى الشاهد.
ولذلك من الضروري أن يكون المحاور مدرّبا على التعامل بإيجابية مع الراوي، لا سيما أنه (الراوي) قد لا يعي أهميّة ما حدث معه، فيأتي دور المحاور لتوجيه الحوار حول النقاط المهمة والتي تتعلق بصلب الحدث.
بعبارة أخرى التأريخ الشفوي ينفخ روح الحاضر في الأحداث الماضية بالاعتماد على الذواكر وكلمات الشهود، ولذلك يجب إيجاد طريقة حوارية لا تقفل الماضي، بل تبقيه مفتوحا، للحصول على المزيد من المعلومات القيمة.