ما هو التوثيق الشفوي؟

يندرج التأريخ الشفويّ (أو الحيّ) في الإطار العام لتأريخ مرحلة، وهو يشمل بالتالي كلّ ما يتعلّق بالتقاليد واللغات والمؤسّسات والبنى الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة والموروث المنتقل شفهياً من جيل إلى جيل. كما يشمل مفهوم التأريخ الشفويّ العناصر الدالّة على البعد التاريخيّ والثقافيّ والعمرانيّ والفكريّ للفضاء المراد توثيقه شفويّاً. من هنا، فالتأريخ الشفويّ يتّسع أكثر فأكثر ليشمل مناحي الحياة المختلفة التي لا تقف عند الأحداث فقط، بل التي يمكن جمعها في إطار الوثيقة، بحيث يمكن ردف مفهوم التأريخ الشفويّ بالأرشيف الشفويّ. وبذلك يصبح التأريخ الشفويّ عملاً معرفيّاً من حيث تأسيسه للوثيقة وإتاحته الفرصة لتحليلها ومقاطعتها مع وثائق أخرى.

إن التأريخ الشفويّ هو توثيق وتأريخ للحالة المعرفيّة، ولمجمل المعارف والمعلومات والأحداث خلال عصر معيّن. من هنا يمكن أن يتبلور الإطار الذي تعتمده مؤسّسة وثيقة وطن للتأريخ الشفويّ: دمج الوثيقة التاريخيّة الشفويّة بالبعد المعرفيّ، أي إتاحة الفضاءات المعرفيّة أمام التوثيق والحفظ للأجيال القادمة، أكانت أحداثاً أو معارف أو أبحاثاً معرفيّة توضّح التاريخ المعاصر أو القديم على حدّ سواء.

فالتأريخ الشفويّ من هذا المنظور هو الحصول على وثيقة سمعيّة (سمعيّة / بصريّة) تشمل التسجيل الأساسي للتوثيق وفق منهجيّة إعداد علميّة، وحفظ هذه الوثيقة، ونشرها وفق مخرجات متعدّدة مناسبة. فالتاريخ الشفويّ هو وثيقة مسجّلة سمعيّة أو سمعيّة بصريّة تعدّ مصدراً للمعلومة التاريخيّة وتسهم في تشكيل أرشيف شفويّ تاريخي.

المزيد..