التأريخ الشفوي في الصين تاريخياً

لعلّه من المفاجئ للكثيرين، أن يكون التأريخ الشفوي في الصين قد بدأ في الفترة الواقعة ما قبل الميلاد، ولنأخذ مثالاً حياً على ذلك هو ما تمّ جمعه من الخطابات المنسوبة لمجموعة من الحكام الصينيين، بطريقة شفويّة ومسجّلة.


فقد قام المؤرخ الصيني “سيما كيا” عام 476 قبل الميلاد خلال عهد سلالة “هان” الصينية بجمع العديد من الموسيقا والتواريخ والقصص واللهجات المحلية شفوياً، وتعدّ هذه التسجيلات واحدة من أولى السجلات المنهجية للتاريخ الصيني التي لا تزال تقرأ وتدرس حتى اليوم.


وبعد احتضان الرواية الشفوية لفترة طويلة في الصين، عادت الكلمة المكتوبة لتأخذ مكانها ، لا سيما بعد اختراع الورق في عهد سلالة “هان”، أضحى التأريخ الشفوي مهمّشاً إلى حد ما مقارنة بالكلمة المكتوبة، ليعود ويزدهر التأريخ الشفوي مجدداً في عهد أسرة “مينغ” على يد المؤرخ “غو يانو” الذي كرس معظم حياته للاستماع إلى قصص الناس ومن ثم كتابة ما سمع، وبهذا أصبح يُنظر إلى سجلاته الشفوية على أنها أعمال فكرية نقدية مهمة.

لتعود بعد ذلك وتنتشر أكبر مشاريع التأريخ الشفوي بعد عام 1949 (تأسيس جمهورية الصين الشعبية) وذلك للتركيز على الاحداث التاريخية الكبرى، والاحتفال بها، وحتى اليوم، يتزايد الإنفاق الحكومي على مشاريع التأريخ الشفوي، لنشر الثقافة الصينية شفوياً، وليس فقط عبر الكلمة المكتوبة.
ولا بد من الإشارة إلى أن التأريخ الشفوي في السابق، وبسبب عدم تطوّر الواقع التكنولوجي لم يكن يستخدم المسجلات الموجودة حالياً، بل كان يتم حفظ الرواية الشفوية من خلال التناقل من جيل إلى آخر.

ورقة بحثية تحت عنوان:

History memory and identity oral history in china

المزيد..