“ذكريات الماضي” في “جلسات جماعية”

“ذكريات الماضي” هي النقطة التي انطلق منها عدد من الباحثين، لإقامة جلسات جماعية يتحدث فيها الحاضرون أمام بعضهم عما يستذكرونه عن حدث معين شهدوه جميعا و هو القاسم المشترك للجلسة ، حيث لا يقوم فيه المؤرخ الشفوي بإجراء مقابلة مع شخص واحد بل مع المجموعة
وقد عدّ بعض الباحثين أن هذه الطريقة تحفّز الذاكرة الجماعية، بحيث من الممكن أن يتذكر شاهد ما غفل عنه راو آخر، بالإضافة إلى انها تتيح إمكانية التدخل من قبل الباحث في اللحظة التي يُروى فيها الحدث، وتوجيه الأسئلة الى احد الرواة لتأكيد فكرة تم ذكرها أو نفيها.

وفي هذا النوع من الجلسات يحتاج المحاور إلى مساعد يقوم بتدوين ملاحظات خلال تلك الجلسة، سيما وأن الباحث الرئيسي الذي يقوم بإجراء الحوار لن يكون قادرا على القيام بمهام الاستماع والسؤال وتنظيم الحوار وتدوين الملاحظات مجتمعة.

من ميزات هذه الطريقة في التأريخ الشفوي اضافة الى ظهور حقيقة مشاعر الأشخاص أنها تنشط ذاكرة الأفراد عبر التذكر الجماعي لحدث معين، وذلك من خلال الشعور بالحدث وحراراته، فعلى سبيل المثال، من الممكن أن يتعمّد بعض الأشخاص إظهار أنفسهم في موقع بطولة، فيضخمون الحدث، ويلجأون إلى إظهار مقدراتهم، وفي هذه الحالة تكشف مشاعر الرواة الآخرين عن حقيقة هذا التضخيم من خلال روايتهم للحدث ذاته وتفاصيل اضافية عنه في الجلسة ذاتها.


ولهذه الطريقة سلبياتها أيضا، فمن الممكن أن تؤدي إلى خجل بعض النساء مثلا، ان رغبن بالتحدث عن بعض الأمور والمسائل الخاصة، ولذلك نصح بعض المؤرخين الشفويين أن تجري هذه اللقاءات بحيث تكون الجلسة خاصة بالنساء او بالرجال.

المزيد..