السير بالصوت نحو الكلمة هو “تفريغ المقابلة “

لا تنتهي مهمة مؤسسات التوثيق الشفوي عند إجراء المقابلات، بل بعد مرحلتي الإعداد للمقابلة واجراؤها، تأتي مرحلة التفريغ وهي تفريغ الكلام المسجل ليتحول إلى نص مكتوب.

تعدّ مرحلة “التفريغ” من المراحل الصعبة بعملية التأريخ الشفوي، إذ أن العمل على كتابة نص لمقابلة لم يشهدها المفرّغ تعدّ مهمّة غير سهلة، خاصة وأنه على الشخص الذي يحول الصوت إلى كلمة، أن يُمعن في نبرة الصوت، كي يميّز العبارات بدقة أكبر وان يعرف مرادفات الكلمات باللهجات المحلية.

واجه مفرغو مؤسسة وثيقة وطن بعض الصعوبات خلال هذه المرحلة، كان منها ارتجاف صوت عدد من الرواة، لا سيما عند تذكّرهم شيئاً معيناً قد يكون له بعد عاطفي أو شدة نفسية، فحتّى ولو كانت المعدّات التقنيّة على درجة من الجودة، إلا أن صعوبة تمييز الكلام خلال الصوت المرتجف، كانت تدفع المفرغين إلى تكرار سماع التسجيلات لأكثر من مرة. هذا بالإضافة إلى ضرورة اعتماد طريقة موحّدة بين جميع العاملين في المركز البحثي المختص بالتأريخ الشفوي، كي يكون الأسلوب واحد و معياري لكل المقابلات.

لعلامات الترقيم دورها أيضاً، فهي تدلّ على دقّة الفهم والأمانة من قبل المفرّغ للنص الذي يتم نقله، فعلى سبيل المثال، من الضروريّ عدم إغفال وضع الفواصل في مكانها الصحيح، تجنباً للتداخل بين الجمل, فلكل علامة ترقيم معنى معين في موقع محدد.

ونتيجة للصعوبات التي تمّ ذكرها سابقاً، تقترح بعض المؤسسات البحثية، أن يقوم المحاور بتفريغ النص الذي قام بإجراء الحوار خلاله، لأنه يدرك جيداً ما جرى خلال الحوار، إلا أن هذا الأمر يعتمد على التقسيم الإداري للمؤسسة ذاتها، فيما إذا كانت تسمح للمحاورين بالتفريغ مقابلاتهم.

المزيد..