التأريخ الشفوي حلّ لمأزق الذاكرة والتاريخ

مع نهاية القرن التاسع عشر طرحت تساؤلات معمقة حول الكيفية التي سيتم بها ربط الذاكرة بالأحداث التاريخية، وكيف يمكن إسناد التاريخ لذاكرة الشهود الذين حضروا الوقائع وعاشوها بحيث لا تبقى كتابة التاريخ حكراً على رواة لم يشهدوا الأحداث بأنفسهم، وهنا كان للتأريخ الشفوي الأثر الكبير في حل هذه المعضلة.

انطلاقاً من هنا بدأ التأريخ الشفوي يصنّف كأداة فعالة في اكتشاف وتقييم طبيعة العمليات التي تتحدث عنها ذاكرة الأفراد، خاصة وأنه يدلّ على الطريقة التي سيقوم بها الأفراد بنقل تجاربهم إلى المجتمع.

ولا بد هنا أن نستذكر أنه في التأريخ الشفوي يصبح الماضي جزءا من الحاضر، خاصة وأنه يخضع لتقييم الأفراد للتجارب الماضية، التي حدثت حولهم، وبذلك شكّل التأريخ الشفوي حلا لمأزق تلك الفجوة.

ويعد التأريخ الشفوي اليوم هو أحد أسس كتابة التاريخ المعاصر، حيث لا بد أن ينزل المؤرخ إلى الميدان ويحصل على شهادات الرواة ليبنى من ثم دراسته ونتائجه حول حقيقة الحدث.

المزيد..