في التأريخ الشفوي: من غير المسموح أن يغيب الشاهد

هل من الممكن أن يكون الشاهد في التأريخ الشفوي، من غير الحاضرين للحدث، أو هل يُسمَحُ في قواعد التأريخ الشفوي، أن يتحدث الشاهد عما حصل مع غيره، في حال لم يشهد أي حدث وقع.

بالطبع لا، خاصة وأن حضور الحدث من السمات الرئيسية في التأريخ الشفوي، ولذلك يعدُّ لعب دور الشاهد من أنشطة التأريخ الشفوي المهجّنة، والتي تنطوي تحت إطار ما يسمى بـ “الروايات المهجنة” لأن الشاهد لا يكون موجودا أصلا في الحدث، وإنما يروي ما سمعه من أشخاص.

ولذلك نؤكد دائما في مؤسسة وثيقة وطن أنّ أكثر ما يهمنا في علم التأريخ الشفوي، هو وجود شاهد حضر الحدث وعايشه، بل وشارك فيه، خاصة وأنه يكثر في ظل الحروب الروايات التي تنقل الحدث عن آخرين، وهو ما يؤدي إلى ضياع الحدث الرئيسي وتشويهه نتيجة لنقله وتكراره من قبل عدد لا بأس به من الناس ومن خلال قنوات تضيّع المغزى الأساسي له.

المزيد..