“الثَّـبات” فرق رئيسي بين التأريخ الشفوي والتاريخ المكتوب

لا بدَّ من الحديث عن الفروق الرئيسية بين التأريخ الشفوي والتاريخ المكتوب، كي يتعرّف القارئ على صلب عملنا.

بحسب مجموعة من الباحثين، فإنّ الفرق الأساسي بين هذين النوعين، يكمن بالثبات الموجود في التاريخ الذي يوضع في الكتب والأبحاث التاريخية التي ترسخ الأحداث الكبرى والعامة، وذلك دون الدخول في تفاصيل الأحداث الفردية، في حين أن التاريخ المروي هو تاريخ الأفراد والمشاهدات والتفاصيل التي لا تنعكس غالباً في التاريخ المكتوب.

وفي التأريخ الشفوي من الممكن أن يقوم الشاهد بالحديث عن وقائع حدثت في الماضي القريب، ولم تعد موجودة في الحاضر، فعلى سبيل المثال الآراء السياسية وكذلك الظروف الأسرية التي كانت موجودة في زمن حدثت فيه الحرب لن تستمر في الزمن الذي انتهت فيه مآسي تلك الحرب. ومع تراكم هذه الشهادات يتشكل تاريخ يضيء ويكمل التاريخ المكتوب.

بالمقابل، في التأريخ الشفوي من غير الممكن أن يحافظ الشاهد على مضمون وتفاصيل الرواية عندما يرويها لمرتين متتاليتن، خاصة وأنه ربما تتنشط ذاكرة المتحدّث وتبحث عن أشياء جديدة، في الوقت الذي تبقى المصادر ذاتها في التارييخ المكتوب، خاصة في إطار القصة العامة من أسباب ونتائج ومراحل وأحداث.

المزيد..