التأريخ الشفوي يتخلل حياتنا اليومية

في الوقت الذي يخشى فيه البعض من مقابلات التوثيق الشفوي، خاصة ما يتعلق منها بالتجارب الشخصية، يُبسّط البعض الآخر من الباحثين الأمر ويعدونه من الأمور العادية في المجتمعات الحديثة.

فقد أشار بعض المؤرخين في مقالاتهم إلى تعرض عدد كبير من الناس العاديين إلى لقاءات شخصية خلال حياتهم، ما يعطي نوعا من الألفة للأسئلة الشخصية التي يوجهها الباحثون في التأريخ الشفوي.

وقدم هؤلاء الباحثون أمثلة على ذلك منها الأطباء الذين يسألون المريض عن أوجاعه ويسجلون ملاحظات طبية منذ أن بدأ الوجع وحتى لحظة المقابلة، وكذلك المحامون الذي يجرون مقابلات بشكل غير رسمي مع موكليهم فيأخذون شهاداتهم ويتفحصون الشهود في المحاكم ويسألونهم ويتقصون حالاتهم، وكذلك الباحثون عن عمل ما الذين يجيبون على مجموعة من الأسئلة حول حياتهم الشخصية.

وبذلك يمكن القول إن هذا النوع من الأسئلة الشفوية واسع ومتشعب وينتشر في مختلف الأماكن التي يوجد فيها عدد من الناس يقومون بإجراء مقابلات صحفية أو مسوحات اجتماعية أو سياسية أو إحصائيات أو استطلاعات رأي.

يشار إلى أنه بعد الحرب العالمية الثانية تزايدت أعداد المؤرخين الذين اعتمدوا على المقابلات الشخصية كطريقة فعّالة لمقاربة الماضي بالحاضر.

المزيد..