التأريخ الشفوي “علم” فرض نفسه بالصوت

في البداية وتحديدا قبل الحرب العالمية الثانية، كان علم التأريخ الشفوي يستعمل كتقنية مساعدة الى جانب التاريخ المكتوب، وعلى الرغم من أنه كان يسمّى “تأريخا شفويا” إلا أن هذا المصطلح كان فضفاضا بعض الشيء، سيما وأنه لم يُبن على منهجية وأسس علميّة واضحة حينها ، أي أنّ التأريخ الشفوي في ذلك الوقت، لم يكن فرعاً مستقلّاً من العلوم الإنسانية.

ومع تنامي أهميّة التسجيلات الصوتية التي تمّ استخدامها كجانب مساعد للبحث التاريخي المكتوب، و مع تزايد عدد المقابلات التي يتمّ إجراؤها مع الأشخاص والشهود، اتسعت الحاجة إلى هذا العلم، ومن هنا تمّ البدء بوضع أسسه، وذلك رغم معارضة عدد من الأكاديميين لاستخدامه، إذ عدّوه سطحيا بالمقارنة مع التاريخ التقليدي.

وبذلك يمكننا القول أنّ علم التأريخ الشفوي شقّ طريقه وظهر كحاجة لمزيد من المعرفة بطريقة تختلف نوعا ما عن التاريخ الرسمي المكتوب، والذي يصنّف في مواضع كثيرة بأنه تاريخ أقرب إلى السياسة منه إلى الاجتماع.