هل من الممكن أن يكون التأريخ الشفوي حكاية؟
تحتوي مؤلفات التأريخ الشفوي على كمّ كبير من القصص، ولكنها قصص فريدة، خاصة وأنها تُحكى من قبل شهود اطلعوا على وقائع وأحداث مختلفة، ومن هنا فهي قصص مبنيّة ومقيّمة على أسس علمية وبحثية، إذ تتمّ في إطار بحث إنساني أو تأريخي، وهي في الغالب رواية لقصص لم يتم تداولها أو لم تلق من يستمع لها وينقلها.
فقصص التأريخ الشفوي هي حكايات الناس عموماً، يقوم الباحثون بجمعها، وفق منهجية بناء الأسئلة التي تبني رواية متماسكة قدر الإمكان، محمّلة بالتفاصيل والقرائن، ومحكيّة بصيغة الأنا التي شهدت وحضرَت الوقائع.
وتأتي معظم القصص التي يتمّ نشرها في أبحاث التأريخ الشفوي، من المقابلات التي تتم في مؤسسة وثيقة وطن، وهي قصص لم تنشر بعد، وخاصة بمؤسسة وثيقة وطن ومحفوظة في قاعدة بياناتها.
تعدّ الحكاية أو القصة الشيقة بمثابة المادة الطازجة بالنسبة للكاتب، فعندما يحتوي كتاب ما على عدد من المفاهيم النظرية أو المجرّدة، تأتي القصة فتكون بمثابة النكهة الملوّنة لهذه المفاهيم.
أما نحن في مؤسسة وثيقة وطن فلا نعتمد على قصة وحيدة لحدث معين ، بل نقتبس للنشر من أرشيفنا من مجموعة القصص التي حصلنا عليها من مقابلات التأريخ الشفوي.