نؤرّخ شفويّاً لنبني الوطن لا لنستذكر الجراح
لم تنشأ فكرة التوثيق الشفوي رغبةً بكتابة تاريخ المنتصر، خاصةً وأننا رغبنا بالحصول على الحقيقة من أفواهِ من عاشوها.
وخلال عملنا البحثي، فإننا لا نبحث عن المذنب، والضحيّة، بل نعمل على جمع تفاصيل الحرب، لنرويها بكل حيادية، بعيداً عن توجيه الاتهامات، لأن ما مضى قد مضى، ولأجيالنا القادمة حقٌ علينا، كي تعرف ما حدث بكل صدق وأمانة.
فوثيقة الوطن لن تكتمل إلا عندما يتحدّث الجميع، عما حصل بكل جرأة وصراحة، فلا طرف ظلم آخر في هذا الوطن الكبير، ولكننا ظلمنا الوطن، لأننا واحد بكل ما للكلمة من معنى.
عشنا أيام الحرب معاً، وكنا ضحايا في مرحلة معينة، وحان الوقت اليوم لننتهي من البكاء على جراحنا، كي لا نحييها مجددا، لأنه لا بد من الانطلاق لمستقبل جديد، مليء بالتجارب والخبرات المشتركة لنبدع ونبني الوطن معا.
فلكي يصل النور إلينا، لا بد لنا من مكاشفة تلك الجراح التي حصلت لكي تكون منارات نتعلم منها ونمضي إلى الأمام.