من شهاداتنا: الجزء 1

كانت تتحدث بكل عفوية وثقة، وكأن حرباً لم تمر بجانبها، وعلى الرغم من الآثار السيئة التي خلفتها سنوات الحرب، إلا أن اللهجة القوية لم تزل حاضرة في حديثها.

هي امرأة مدبرة كرّست حياتها للحصول على منزل، متنقلة من بلدة إلى أخرى، فكانت تبني مسكنها بيديها، غير آبهة إلا بإيواء عائلتها.

وبعد أن استقرت ورفعت أعمدة منزلها، جاءت الحرب، فهجّرتها ودمرت ما بنته، وانتهى بها المطاف إلى حيز صغير في أحد مراكز الإيواء.

ذلك المكان الصغير الذي لا يتسع لإيواء عائلتها، إلّا أن ما تملكه من مال لا يكفي للعودة إلى منزلها وترميمه، الأمر الذي أجبرها على البقاء في مكان يبعد عن مسكنها خطوات.

(أخذت هذه الومضة من مقابلة شفوية أجريت مع سيدة في أحد مراكز الإيواء في ريف دمشق)

المزيد..