مقابلة التأريخ الشفوي زمنٌ يناسب الشاهد والمحاوِر

ماذا يميّز مقابلات التأريخ الشفوي التي تتحدّث عن حياة الفرد بشكل كامل عن باقي المقابلات المتخصصة بالناحية الاجتماعية؟

تمثّل سِير الحياة مجموعة من المقابلات مع شخصية محددة، بحيث تسبر مراحل تطورها على مختلف الصعد، بينما تمثّل مقابلات الأبحاث الاجتماعية أو التأريخية أو غيرها، مجموعة من المقابلات مع أشخاص مختلفين لسبر واقع معين اجتماعي أو إنساني إلخ.

يشير بعض العلماء المختصين بعلم الشيخوخة إلى ما يمسى بعملية “مراجعة الحياة” تلك العملية المتعلّقة بأن يقوم الأفراد المسنين بالتحدّث عن حياتهم منذ بدايتها، الأمر الذي يسمح للشهود بربط حياتهم بالكامل منذ الطفولة إلى الوقت الراهن، للتوصّل إلى سيرة حياة متكاملة تلقي الضوء على الشخصية ذاتها، وعلى الإطار الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي الذي مرّ به هذا الشخص.

بينما يركّز علماء الاجتماع في مقابلاتهم على سلسلة أقصر من المقابلات مع مجموعات محددة بأفراد محددين، بحيث يغطون موضوعا أو مشكلة بحثية أو إطارا زمنيا إلخ.

ويسمّي علماء التأريخ الشفوي المقابلات التي يؤديها علماء الاجتماع بـ “السلسلة المتواصلة”، أي أن المقابلة الواحدة فيها لا تقدّم وجهة نظر متكاملة. بالمقابل، فإن إدارة مقابلة حول تاريخ حياة الأفراد يعني تكريس الوقت الكافي لمراجعة تفاصيل وغنى هذه الحياة من قبل محاور واحد.

المزيد..