مشروع التأريخ الشفوي يحفظ التسجيلات الصوتية والبصرية

يبدأ مشروع التأريخ الشفوي بالحفظ الآمن للتسجيلات الصوتية والبصرية، وهي مقدمة للاستفادة من هذا التسجيلات عبر استخدامها في مخرجات توثيقية و إبداعية.
وتعد مشاريع التأريخ الشفوي من المهام غير السهلة، فهي مشاريع مرهقة للأفراد من باحثين ومحاورين وشهود كذلك وللفرق المساعدة أيضا، ويجب أن يكون مخططا لها بشكل جيد.


من الضروري أيضا التطرق إلى برامج التأريخ الشفوي، إذ تتخصص البرامج بإنجاز المشاريع التي تركّز على موضوعات متعددة او على موضوع واحد، وربما تلعب هذه البرامج دور المرشد في مجتمعات عديدة، بحيث تكون موضع استشارة وتدريب لمن يرغب بالانضمام، وهو الأمر ذاته الذي تقوم به وثيقة وطن، إذ تعمل على تدريب عدد كبير من الكوادر، على مختلف البرامج المتخصصة بالتأريخ الشفوي والتي يمكن أن تكون في إطار مؤسسات تطبق التأريخ الشفوي في أحد جوانب تخصصها.


ولكل من يسأل من أين أتى علم التأريخ الشفوي، وهو سؤال يردنا يوميا من عدة أشخاص، نستطيع القول إن التأريخ الشفوي هو علم أتى للإجابة على كل تساؤل حول الوقائع والأحداث في سياق التغيرات والتطورات من منظور الشهادات الحية، منطلقا من أسس أكاديمية بحتة، ومن الممكن أن يطبق في مجالات عدة منها العسكرية والحكومية والطبية والهندسية، وذلك من خلال البحث أكثر في تفاصيل الأحداث، من خلال طرح أسئلة عميقة في مقابلات شفوية مسجلة، لينتج بعد ذلك منشورات عدة في مختلف المجالات، وهو ما يعني أن القصص التي تم التقاطها من مختلف الفئات، سيتم مشاركتها لاحقا مع الشرائح الاجتماعية المختلفة، ليس فقط في المجتمع ذاته وإنما في مجتمعات أخرى.


وأما الأهمية العميقة لعلم التأريخ الشفوي فإنها تأتي من كونه يكرّس التعاطي مع الشهادات والذاكرات في المجالات الانسانية كافة من منظور المنهج العلمي رغم كل ما يقال عن صعوبة التعامل مع المعطيات ذات العلاقة بالذاكرة، فالأسس التي يرتكز عليها التأريخ الشفوي هي أسس علمية بحتة.

المزيد..