ما هي الفروق الأساسية بين المقابلات الصحفية ومقابلات التأريخ الشفوي؟
يقوم الصحفيّون عادة بإجراء مقابلاتهم من أجل أهداف محددة جداَ، وتمتدّ في الغالب تلك المقابلات لفترة قصيرة، وتعتمد على الطريقة الشفويّة بشكل كبير.
وحتّى عندما يعمل الصحفيون على مواضيع بحثيّة وإعلاميّة أو حتى توثيقيّة، لا يتعاملون مع المادة المسجلة الخام كوثيقة تحفظ وفق منهجيّة صارمة، فغالبا ما يأخذ الإعلامي من هذه المادة الأجزاء المناسبة لموضوعه، ولا يحفظ كامل المادة ضمن أرشيف قابل للاسترجاع والبحث.
فربما يرى الصحفيّ أحد الأشخاص صدفة في مكان ما، فيعمل على أخذ تصريح منه، أو يتّصل بمسؤول معين للاستفسار منه عن قضية محددة على الهاتف، ولذلك فإن أغلب الصحفيين لا يخصّصون أوقاتا طويلة للقاءات، ولا يعتمدون على تصريحات مفصّلة، وهم في أحيان كثيرة يحاولون توجيه المقابلة لاستخلاص تصريحات تصبّ في رؤية أو نتيجة مطلوبة منهم أو تقع ضمن سياق توجه المؤسسة التي يعملون فيها، في حين أن الباحث في التأريخ الشفوي يركّز على تفاصيل القصّة ويستغرق الفترة اللازمة للحصول عليها، ويعتمد أسلوب الحوار نصف الموجه الذي يقود المقابلة إنما دون التأثير على الشاهد او محاولة استخلاص فكرة مسبقة يريدها الباحث.
من هنا فإنّ الصحفيين لا يختلفون عن الباحثين فهم يعملون أيضا للحصول على تصريحات أو شهادات، لكن طريقة الوصول إلى المعلومة تختلف، وكذلك طريقة معالجتها وديمومتها كمادة وثائقية قابلة دائما للمقاطعة والمقابلة مع شهادات ووثائق أخرى كما هو الحال في التأريخ الشفوي.