لماذا يشكك بعض المؤرخين في الروايات المقتبسة من التأريخ الشفوي؟
تتمحور معظم شكوك المؤرخين حول الذاتية التي يقدم بها الشاهد روايته، والتي ربما تجعله يغير من روايته للحدث بين مرة وأخرى.
فعندما يتحدث المؤرخون حول موضوعية التاريخ، لا يقصدون فقط الحصول على تاريخ غير متحيز، وإنما تاريخ يحافظ على ثباته، ولا يتبدل بشكل دائم.
فعلى سبيل المثال الوثائق التاريخية تبقى ذاتها على مر العصور، حتى لو تغيرت التفسيرات التي تدور حولها تلك الوثائق.
ويرى بعض المؤرخين أن الذاتية الموجودة في التأريخ الشفوي، تعطي نوعا من التحيز لوجهات نظر الشاهد، وكذلك تقدم شهادات أقل موثوقية، لأنها تتغير بشكل دائم على مرّ الزمن.
ولذلك تحدث المؤرخ ألسندرو بورتيلي، حول ضرورة توسيع قاعدة مقابلات التأريخ الشفوي، بحيث لا تخبرنا فقط ماذا فعل الناس، بل تقدم معلومات أكثر تفصيلات وتقاطع هذه المعطيات بحيث نصل إلى استنتاج أكثر واقعية وقرباً من الحقيقة للأحداث.