كبار السنّ يؤرخون شفويا بالاستذكار
يعدّ التأريخ الشفوي بالنسبة للأشخاص الكبار بالسن، بمثابة عملية استذكار، ربما يقومون بها بشكل دائم لعدد من الأمور.
فعادة ما يتحدث الأشخاص المسنون بشكل مستمر عن ماضيهم، ومشاعرهم تجاه هذا الماضي، ولذلك يعدّ التأريخ الشفوي بمثابة حدث طبيعي عندهم.
وهذا الأمر لامسناه خلال مقابلات التوثيق الشفوي التي نقوم بها في مؤسسة وثيقة وطن، خاصة خلال العمل على مشروع توثيق الحرب على سوريا، فقد لجأ كبار السن إلى المقارنة بين ما عاشوه في السابق قبل الحرب، وبين ما عانوه خلال فترة الحرب، أو مثلا استذكروا الفرق بين حروب مضت والحرب التي عشناها.
وقد تحدّث عن هذا الأمر كاتب المواد الفلكلورية “هنري غلاسي” إذ قال “إن كبار السن ليسوا مجرّد أشخاص ضائعين في الحنين، بل هم يملكون شعورا كاملا بواجبهم تجاه المجتمع الذي يعيشون فيه، لأنهم حكيمون ويحتفظون بحكمة المجتمع وثقافته أيضا”
ويشكّل التأريخ الشفوي طريقة فعالة لتنظيم عملية الاستذكار لدى كبار السن، بحيث تكون المقابلة معهم خلاصة حياة وتجربة يتم تسجيلها وتوثيقها وحفظها لتبقى في ذاكرة الأجيال.