توثيق التراث السرياني في وثيقة وطن

في إطار عمل مؤسسة وثيقة وطن على مشروع توثيق التراث السرياني في سورية بدأت العمل كمرحلة اختبارية لهذا المشروع الواسع على توثيق التراث “الآرامي” في بداية عام 2021، فاهتمت بتوثيق جوانب من اللغة الآرامية وما خلفته من إرث قصصي وشعري، كما اهتمت بتوثيق العادات والتقاليد الآرامية، مُتجهةً إلى مناطق  معلولا و جبعدين و بخعة، باعتبار أن هذه المناطق لم تزل تحافظ على استخدام اللغة الآرامية كلغة محكية بين سُكانها.

تكمن أهمية المشروع في توثيق أبرز ملامح البيئة الآراميّة القديمة، والتي تتجلى بوضوحٍ تام من خلال القصص و الأشعار الآرامية وريثة تراث قديم حُفظت في مفرداتها وتعابيرها وحكاياتها صلة مع أصالة تناقلها الأراميّيون بشكل شفهي من جيلٍ إلى آخر، إذ تُعدّ هذه القصص والأشعار الآراميّة نافذة حيّة على ماضي وحاضر الآراميّين في سورية.

وفي جانب اخر من المشروع تكشف العادات والتقاليد الآرامية تفاصيل الحياة الاجتماعية التي عاشها سكان معلولا والتي تتضمن مختلف الطقوس، ومدى ارتباط تلك الطقوس بلغتهم وهويتهم.

وهكذا يشمل المشروع العمل على توثيق العادات والتقاليد التي تعكس التراث الآراميّ والتي تتجلى في:
المناسبات الاجتماعية: الدينية كالأعياد، وغير الدينية كالاحتفالات (مثل: الاحتفال بإتمام جني المحاصيل، الاحتفال بالزواج، الاحتفال بالمولود الجديد، الاحتفال بسنة الخير الوفير) والمآتم.
الأحداث الحياتية: على مستوى الفرد، وعلى مستوى الجماعة (كالغزو والهجوم، موسم الجفاف ..إلخ)
الحياة اليومية لكل من النساء والرجال والأطفال
الزي الشعبي السائد في الحياة اليومية، وفي المناسبات الاجتماعية.
عادات الطعام والشراب المرافقة للمناسبات الاجتماعية.

هذا بالإضافة إلى أنه قد تم العمل على توثيق النمط العمراني السائد في معلولا قديماً (البيوت، الأزقة، الطرقات)، و ظاهرة قراءة الطقس والتنبؤ بالعوامل المناخية القادمة وسنوات الجفاف والخير الوفير، و التسميات الآرامية التي لا تزال مُتداولة حتى اليوم، وكذلك الأدوات التي استخدمتها النساء قديماً في أعمالهم اليومية، والأدوات التي استخدمها الرجال في إنجاز أعمالهم الزراعية.

إنّ التراث السرياني هو جزء أساسي من التراث السوري، والكثير من المصطلحات الآراميّة لا يزال مُستخدماً في اللغة السورية المحكية حتى اليوم، كما أن العديد من طقوسنا وعاداتنا لا تزال حية في مجتمعنا المعاصر. فالامتداد التاريخي للتراث السرياني يعكس في جزء كبير منه ثقافة سورية.

المزيد..