تعاريف ومصطلحات التاريخ الشفويّ

ندرج التأريخ الشفويّ (أو الحيّ) في الإطار العام لتأريخ مرحلة، وهو يشمل بالتالي كلّ ما يتعلّق بالتقاليد واللغات والمؤسّسات والبنى الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة والموروث المنتقل شفهياً من جيل إلى جيل. كما يشمل مفهوم التأريخ الشفويّ العناصر الدالّة على البعد التاريخيّ والثقافيّ والعمرانيّ والفكريّ للفضاء المراد توثيقه شفويّاً. من هنا، فالتأريخ الشفويّ يتّسع أكثر فأكثر ليشمل مناحي الحياة المختلفة التي لا تقف عند الأحداث فقط، بل التي يمكن جمعها في إطار الوثيقة، بحيث يمكن ردف مفهوم التأريخ الشفويّ بالأرشيف الشفويّ. وبذلك يصبح التأريخ الشفويّ عملاً معرفيّاً من حيث تأسيسه للوثيقة وإتاحته الفرصة لتحليلها ومقاطعتها مع وثائق أخرى.

إن التأريخ الشفويّ هو توثيق وتأريخ للحالة المعرفيّة، ولمجمل المعارف والمعلومات والأحداث خلال عصر معيّن. من هنا يمكن أن يتبلور الإطار الذي تعتمده مؤسّسة وثيقة وطن للتأريخ الشفويّ: دمج الوثيقة التاريخيّة الشفويّة بالبعد المعرفيّ، أي إتاحة الفضاءات المعرفيّة أمام التوثيق والحفظ للأجيال القادمة، أكانت أحداثاً أو معارف أو أبحاثاً معرفيّة توضّح التاريخ المعاصر أو القديم على حدّ سواء.

فالتأريخ الشفويّ من هذا المنظور هو الحصول على وثيقة سمعيّة (سمعيّة / بصريّة) تشمل التسجيل الأساسي للتوثيق وفق منهجيّة إعداد علميّة، وحفظ هذه الوثيقة، ونشرها وفق مخرجات متعدّدة مناسبة. فالتاريخ الشفويّ هو وثيقة مسجّلة سمعيّة أو سمعيّة بصريّة تعدّ مصدراً للمعلومة التاريخيّة وتسهم في تشكيل أرشيف شفويّ تاريخي.

من هنا يمكن تعريف التأريخ الشفويّ بأنه:

عمليّة رصد حدث (سياسيّ أو ثقافيّ أو غير ذلك) أو إطار (اجتماعيّ أو اقتصاديّ أو غير ذلك) أو عَلَم (أفراد أو مجموعات من الأشخاص) أو فضاء (تراثيّ أو تاريخيّ أو تربويّ أو لسانيّ أو فنيّ أو غير ذلك) وتوثيقه شفويّاً وفق منهجيّة علميّة، وتوطينه في سياقه الزمنيّ والتاريخيّ.

بالتالي فإن منتج التأريخ الشفويّ هو:

تسجيلات تتضمّن معلومات حول الماضي القريب أو المرحلة المعاصرة نحصل عليها انطلاقا من مقابلات معمّقة أو تجارب شخصيّة أو ذكريات وتأمّلات، ومن دراسة هذه المعلومات. وكذلك هو العمل المكتوب المؤسَّس على تاريخ شفهي.

ويتمثّل المنتج الأساسي للتأريخ الشفويّ بالوثيقة السمعيّة (السمعيّة ـ البصريّة)، وبالتالي بالأرشيف الذي يبنى على تقطيع الوثيقة وتصنيفها والذي يحفظ ذاكرة مرحلة للأجيال القادمة.

ما هي الوثيقة الشفويّة:

الوثائق الشفويّة (السمعيّة، السمعيّة/ البصريّة) هي العنصر الأساسي الذي يعتمد عليه التاريخ الشفويّ. وهي تسجيل سمعيّ، أو سمعيّ بصريّ، يتمّ وفق منهجيّة علميّة تثبت التاريخ والمكان والشخصيّة التي يتمّ الحوار معها والشخص الذي يجري اللقاء.

حفظ الوثائق الشفويّة:

حفظ الوثيقة الشفهية هو: “مجموعة العمليّات التقنيّة التي تسمح بالحفاظ على الوثائق رقميّاً وماديّاً في الزمن (مهما كان حاملها) والحفاظ على كلّيتها وعلى إمكانيّة الوصول إلى محتواها.

البطاقة التحليليّة:

بطاقة تشمل كافة المواضيع (أسماء، تواريخ، مواضيع، أحداث…) التي تناولها الشاهد خلال فقرة من فقرات تقطيع اللقاء المسجّل، حيث يتمّ ربط كلّ من هذه المواضيع المدرجة في البطاقة مع المتوالية الزمنيّة من تقسيمات التسجيل الصوتي. وهي بذلك تعدّ أساساً لبناء الأرشيف الشفويّ.

البطاقة الزمنيّة:

بطاقة تشمل التسلسل الزمنيّ لمجريات اللقاء والتسجيلات، مع أرقامها الواردة في البطاقة التحليليّة، بحيث تشكّل هذه البطاقة مرجعاً لفقرات تقطيع التسجيل والنصّ الأساسيّين.

أرشيف الوثائق الشفويّة:

أرشيف الوثائق الشفويّة هو مجموعة مصنّفة وفق نظام تصنيف منهجي معتمد لمجمل التسجيلات التي تحصل عليها المؤسّسة ويتمّ تقطيعها وتبويبها وتصنيفها في ملفّات على مخدّم المؤسّسة ويحفظ نسخة منها على حامل خارجي منفصل. يتم العمل على حفظ الأرشيف في نسخ محميّة.

قاعدة بيانات الوثائق الشفويّة:

قاعدة البيانات في مؤسّسة وثيقة وطن تشمل بيانات التسجيلات الشفويّة إضافة إلى كافة معلومات الوثائق المرفقة بالأعلام والمواضيع التي يتمّ توثيقها. تتمّ تغذية قواعد البيانات بجدوال المعلومات التي يتمّ استخراجها من كافة الوثائق التي يتمّ جمعها أو تسجيلها، بحيث يمكن لمحرّك البحث الوصول إلى المعلومة المطلوبة مع تحديد نوعها ومكان وجودها.