الذاكرة الفردية ميزة رئيسية في التأريخ الشفوي
تتشكل الذاكرة الجمعية من مجموع الذواكر الفردية، وهي تغتني بالتجارب الشخصية، لكن الذاكرة الفردية تحمل تفاصيل تضيع في إطار الذاكرة الجمعية، ومن هنا اهمية حفظ هذه الذاكرة قبل اختلاطها وتبادلها ثقافيا واجتماعيا.
وفي حين تشتمل الذاكرة العامة على الرموز والقصص التي تساعد المجتمع على شرح وتوضيح الظروف الحالية، بحسب المفاهيم الموجودة في الذاكرة، فإن تجارب الأحداث المفردة والشخصية، التي تختلف بحسب اختلاف الأهداف الاجتماعية للأفراد، توضح نقاط تواتر المشاهدات والتفاصيل مما يرسم حدود ومعالم التاريخ في إطار الذاكرة العامة.
فمن الطبيعي أن ينطلق كل شاهد من روايته الخاصة، الأمر الذي يعدّ ميزة رئيسية في التأريخ الشفوي، لأنه ينقل الوقائع بشكل حقيقي، وهنا يأتي دور الباحث أو المؤرخ من خلال قدرته على ربط الأحداث، والاطلاع على الواقع، ومقاطعة تلك الذواكر الفردية لمختلف الشهادات، للحصول على نتيجة أكثر موضوعية.