التأريخ الشفوي يدفع بالحياة نحو التاريخ
لا ينبغي أن تكون العلاقة بين التاريخ والمجتمع، علاقة أحاديّة الجانب، بل على العكس تماما، لا بدّ أن تنطوي على مجموعة من التغيّرات، أو حتى الجدل، بين المعلومة وتفسيرها، بين الثقافة السائدة، والثقافة المحلية قيد الدراسة، بين الأجيال والشراح الاجتماعيّة.
فإذا وضعنا التاريخ العام جانبا، وانطلقنا بتخصص أكبر نحو التأريخ الشفوي، سيظهر الموضوع بشكل أكبر، خاصة وأنّ التأريخ الشفوي يدور حول الناس، ويدفع بالحياة نحو التاريخ، لا بل يوسّع مجال التأريخ، لأنه يعطي الفرصة لفئة كبيرة من الناس، بأن تكون معروفة أكثر، وتتحدّث عن همومها، في الوقت الذي يتمحور عمل التاريخ المكتوب حول المشهورين من النقّاد والكتاب والاقتصاديين والعلماء، فهناك قسم من الشعوب والمجتمعات يسمّى بالمحجوبين عن التاريخ نظرا ً لعدم قدرتهم على كتابة تاريخهم.
ولذلك فإن شفويّة التأريخ تجلب التاريخ إلى المجتمع وبالعكس، فهو يقدّم نوعا من الاتصال بين المفاهيم، ليقوم بعد ذلك بشرحها وتوضيحها، وتوثيق ما يغيب عن وعي التاريخ المكتوب.