التأريخ الشفوي وتداخل المفاهيم.. غبار يحتاج إلى إزالة
ربما يتشابه مفهوم التأريخ الشفوي مع عدد من المفاهيم الأخرى، الأمر الذي أدى إلى تشكل غبار حول هذا المفهوم يحتاج إلى إزالة عبر التمييز بين المفاهيم المتماثلة ظاهريا والمختلفة ضمنيا.
البحث والتأريخ
من الأسئلة التي يمكن طرحها هو التمييز بين البحث النوعي والتأريخ الشفوي، فكثيراً ما يتشابك هذان المفهومان ويتلاقيان، وهنا لا بد من القول إن التحقيق النوعي لا يحاكي الذاكرة البشرية الشخصية كما يفعل التأريخ الشفوي، الذي يبحث في التفاصيل الدقيقة لكل حدث حصل في الماضي.
فعلى سبيل المثال من الممكن إجراء بحث نوعي حول الصناعة في مدينة حلب خلال الحرب بمرور سريع على الأحداث في ذلك الوقت، إلا أن التأريخ الشفوي يتطلب مزيداً من البحث في ذاكرة الاقتصاديين أو الصناعيين أو الحرفيين حول المراحل التاريخية التي شهدوها ومرت بها تلك الصناعة.
التأريخ والسيرة الذاتية
أيضا من المفاهيم التي تشكل ضبابية في التأريخ الشفوي تداخله مع مفهوم السيرة الذاتية، خاصة وأن كتابة السيرة الذاتية في مجتمعاتنا العربية تتضمن عدداً من العوائق التي تبعدها عن الموضوعية مما ينفّر القارئ، أما التأريخ الشفوي فهو عبارة عن حوار لا يمكن تجاوز دور المحاور به، وهو ما يسمى بالديالوغ تمييزاً له عن المونولوج الحاصل في السيرة الذاتية.
إن كتابة السيرة الذاتية أمر هام بالمقابل، لكنها تحتاج إلى موضوعية أكبر في عالمنا العربي كي ترتقي إلى مستويات أعلى من التوثيق.