إلى أي مدى يمكن الحديث عن موثوقية المعلومات التي تم جمعها عبر التأريخ الشفوي؟
تساءل عدد من الخبراء والأشخاص حول موثوقية واعتمادية المصادر الشفوية، فهل يمكننا اعتماد هذه المصادر بشكل نهائي.
حول هذا الأمر كتب المؤرخ الفرنسي مارك بلوخ العبارة التالية “أكثر المحققين سذاجة هم الذين لا يدركون أنه يجب ألا تؤخذ الشهادة انطلاقا من أول كلمة يتفوه بها الشاهد”
ففي الحقيقة لا يمكن أن نعدّ أي شهادة من المعطيات التي نحصل عليها أنها موثوقة بشكل كامل، ويجب أن يتم التأكد منها بواسطة الدلائل والمصادر حتى يمكن اعتمادها بشكل نهائي.
المؤرخ جيمس بورنز تحدث أيضا عن هذا الأمر، فقد أشار إلى أنه عندما تم تكليفه بإجراء حوارات مع الجنود الأمريكيين خلال الحرب العالمية الثانية، وجد أن تلك اللقاءات أنتجت بعض المعلومات الزائفة أو غير الصحيحة، فعلى سبيل المثال أجوبة الجنود عند سؤالهم عن عدد القتلى من القوات الأمريكية الذين لقوا مصرعهم بنيران صديقة.
وبعد ذلك
استنتج بورنز أن تلك الأسئلة رغم أنها من أفضل أنواع الأسئلة التي يمكن اعتمادها، ولكن يجب اعتماد أجوبتها بشكل حذر من خلال إدخال عدد من المصادر التقليدية مثل المصادر المكتوبة.
في النهاية، المعيار الأساسي لاعتماد المصادر الشفوية هو تكرار المعلومة من أكثر من شاهد، ومقاطعة الشهادات من حيث الظرف والحدث والتاريخ والمكان إلخ، بحيث تنتج لدينا القصة الأقرب إلى الحقيقة.