إضاءات في التأريخ الشفوي (1)

“في التأريخ الشفوي، المقابلة هي عملية متعارضة تشتمل على تحريض السرد (عند الراوي) دون طرح الأسئلة الموجِّهة للمقابلة بشكل مباشر”.

Alain Blanchet, Anne Gotman, L’entretien: L’enquête et ses méthodes,Armand Colin; 2e édition, 2010.

يعطي هذا التوجه في التأريخ الشفوي أهميّة أكبر لبناء علاقة الثقة بين المحاور والراوي، وعليها تؤسَّس عملية تحريض الذاكرة لسرد قصة أو مجموعة وقائع.

لهذا يُطلب من المحاور غالباً إضافة إلى تمثله لموضوع البحث وعمله عليه ووضعه للأسئلة الموجهة للبحث بحيث يكون ملمّاً بكافة تفاصيل وجوانب المقابلات التي سيجريها ضمن موضوع البحث، أن يكون قادراً على تجاوز تقليدية السؤال والجواب، بحيث يستطيع بناء علاقة حوارية مع الشاهد تساعد الشاهد أو الراوي على الاسترسال والسرد والتذكر، ويعمل المحاور خلال استماعه للشاهد على تسجيل النقاط التي تمت الإجابة عنها أو تلك التي لم تتم الإجابة عنها بعد ليقاربها عبر طرح أسئلة تقود إلى الحديث عنها.

طرح السؤال بشكل مباشر هو الحل الأخير الذي يلجأ إليه المحاور بعد صياغته بما يناسب الحوار وحالة الشاهد والمعلومات التي أمكن الوصول إليها أو التي لا نزال نحتاج الوصول إليها.

وفي هذا الإطار فإنّ التعارض المقصود هنا هو الحاجة للوصول إلى إجابات على أسئلة محددة لكن دون طرحها بشكل مباشر، ويفيد ذلك غالباً في الحصول على قصة، وعلى توفير الفرصة للشاهد ليروي بأسلوبه وعفويته الأقرب إلى حقيقة الوقائع تسلسل الأحداث وتفاصيلها.

موسى الخوري

المزيد..